"الصوت" في ديوان رقوم على حواشي العمر للشاعر عبدالرحمن حسن البارقي

"الصوت" في ديوان رقوم على حواشي العمر

للشاعر عبد الرحمن حسن البارقي

تناول الشاعر عبدالرحمن حسن البارقي الصوت في ديوانه "رقوم على حواشي العمر" بالحديث؛ حيث بيَّن أن الصوت بات لغوبًا، وأن اللحن كصوت الانتشاق، وأن أوردة الشاعر تختال بنبض العرفان، وأن كلماته ترتدي صوت السماء، وأنه يعنق في همهمات السحر، وأن ماء القلب يهزأ من ترانيم السحائب، وأن الليل يعزف بأوردته، كما تحدث عن صراخ الصمت، وبيَّن أن الصمت الصارخ يفشي من الحنايا الشرر، وتحدث أيضًا عن غرق الأصوات في متاهات القناطر، وأن الأشلاء يرتقها لحن الحنين على فيتار الأشعار، وأن البحار ينتضي صوتًا لم يزل فيه خشونة، وتحدث عن طلب الأمان مغردًا، وبين أن السراب يغرد، وأن النبض يعزف شدوا، وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك:

الصوت بات لغوبًا:

بيَّن الشاعر عبدالرحمن حسن البارقي أن "الصوت بات لغوبًا"؛ حيث يقول في قصيدة "كان عذبًا":

كان وجه الحب في الأفق صداه

كانت الأعين غرقى في تفاصيل بهاه

كانت الألوان صنوًا .. تتروى من سناه

كان دفء الخائفين

وجهه بات شحوبًا

عمره بات غروبًا

صوته بات لغوبًا

بات شريانًا مُعلًّى في مساءات الدماء

بات رسًا لا يبالي باستغاثات الدِّلاء

صار آل الحائرين [1]

اللحن كصوت الانتشاق:

بين شاعرنا البارقي في قصيدة (أتيت) أن اللحن كصوت الانتشاق؛ حيث يقول:

أتيت وقلبي ليالٍ أيامي ...

لأجلك أهرق جفن الليالي الأراملْ

وأنقض نسجي طقوس اليبابْ

وأغزل سحرًا كما مقلتيك..

وأعنق في همهمات السحر

إلى أن يقول:

أتيت ونبضي سكون

وتذوي عليه غصون اللحون

لأجلك أسرج نبضي ..

يدوزن لحنًا

كصوت انتشاقك ..طعم الحياة

وأعنق في همهمات السحر [2]

حتى غدا توأمي عزفًا بأوردتي ويستقيم على أوزانه نغمي[3]

أوردة الشاعر تختال بنبض العرفان:

يبيِّن الشاعر أن أوردته تختال بنبض العرفان فيقول في قصيدة (أنفاس النسيان ):

يا من قد كنت أنا زمنًا نجتاح عقوق البركان كم كنت أسافر في عيني ك أطارد فيهما عنواني يكفيني أنك لي ذكرى تشرخ أنفاس النسيان ستظل حروفك في لغتي تروي قناديل الأشجان أنا لن أنساك فأوردتي تختال بنبض العرفان[4]

كلمات الشاعر ترتدي صوت السماء:

بيَّن الشاعر الدكتور عبدالرحمن حسن البارقي أن كلماته ترتدي صوت السماء

حيث يقول في قصيدة "إيه يا قلبي":

إيه يا قلبي ها أنا أصغي إليك

صمتك الأخاذ يمتص حروفي

وأنا بين يديك

كلماتي تتوارى تتناثر

ترتدي صوت السماء وتغادر

آه يا قلبي تغادر

أتراها ستعود؟![5]

العنق في همهمات السحر:

يوضح الشاعر الدكتور عبدالرحمن حسن البارقي أنه يعنق في همهمات السحر؛ حيث يقول في قصيدة "أتيت":

أتيت وحرفي مسجى وروحي ارتعاش

لأجلك حرفي المسجى على شفتي

سأسكب فيه اندهاشًا ..

وأغري ارتعاشات روحي

لتعنق في لملمات السحر

تلملم أشلاء تشطى

وتنفض عنه حنوط الغياب

لأغزل شعرًا كما مقلتيك

وأعنق في همهمات السحر [6]

ماء القلب يهزأ من ترانيم السحائب:

كما يبيِّن الشاعر أن ماء القلب يهزأ من ترانيم السحائب، فيقول في قصيدة: "عذرًا؟!!":

عذرًا وقد ألهبت أربطة الحقائب؟!

عذرًا وقد ألجمت أفواه الرغائب؟!

عذرًا..

وماء القلب يهزأ من ترانيم السحائب؟!

عذرًا..

وأوردتي تلاشت في شرايين المصائب؟!

عذرًا وثغر قصيدتي مازال ينسج في تفاصيل المسا

والجرح ثاعبْ؟!

ستظل عيون الأمس تنخر في صبحك والمساء

وتقيم حولك من شظاياها خباء

تسقيك كأسًا من أباريق العناء [7]

الليل يعزف بأوردة الشاعر:

في قصيدة (إيقاع ) يبيِّن الشاعر أن الليل يعزف بأوردته؛ حيث يقول:

عني سلوا الليل كم عانقت ظلمته حتى استحال إلى ديجوره قلمي أودعته حلمي أودعته أملي أودعته سري إليه حقائب الظلم ِ عانقته زمنا عانقته عُمرًا صبغت في كل نبض منه لون دمي حتى غدا توءَمي عزفًا بأوردتي ويستقيم على أوزانه نغمي[8]

صراخ الصمت:

تحدث الشاعر عبدالرحمن حسن البارقي عن صراخ الصمت، فيقول في قصيدة "دمعه":

تروي أيها الدمعهْ

فخدي لم يعد يصغي إلى شكوى

غريقًا صار أنى يسمع النجوى؟!

يهدهد نظرة وجلى؟!

يصمم غريبة خجلى ؟!

تروي أيها الدمعهْ

عيون الأمس يا دمعهْ

صراخ الصمت ..ومض الوقت

نار ألهبتْ سمعه

تروي أيها الدمعهْ [9]

الصمت الصارخ يفشى من الحنايا الشرر:

بيَّن الشاعر الدكتور عبدالرحمن حسن البارقي أن الصمت الصارخ يفشى من الحنايا الشرر؛ حيث يقول في قصيدة (ثغرك النور):

لا تجبني صمتك الصارخ أفشى

من حناياك شرر

صرت مسخًا

كنت تقتات الربيع

تتخلل بالحماحم

تتمضمض بالنقاء

صرت تقتات النجيع

تتمضمض بالدماء

أيها الأفل سحقًا

عُد هباءً في هباء

انتفض إنا شطرناك بصمصام الضياء

*****

وتبقى بلادي شموخًا ...وتبقى نقاءً

وتسري صباها ...تعانق نبضًا وفيًّا

وتلثم صوتًا أبيًّا

وتبعث للجدب منها سريًّا

وترسم للأفق وجهًا ...

ويصهل فيها خميس الألق [10]

غرق الأصوات في متاهات القناطر:

تحدث الشاعر عن "غرق الأصوات في متاهات القناطر"؛ حيث

يقول في قصيدة "أيه قلبي":

أيه قلبي..

عانق الصمت وبادِر .. ثم حاذر

حولك الأصوات غرقى في متاهات القناطر

حولك الأمواج غرقى وسكون الليل هادر

فانتبه قلبي وحاذر [11]

الأشلاء يرتقها لحن الحنين على فيتار الأشعار:

بيَّن الشاعر أن الأشلاء يرتقها لحن الحنين على فيتار الأشعار؛ حيث يقول في قصيدة: "حسناء":

أجلْ أتيتك يا حسناء مُتشحًا لون الرحيل وإضبارات أسفاري أجلْ أتيتك أشلاء يرتقها لحن الحنين على فيتار أشعاري ها قد أتيت حنينًا واتكأت على رمش الغياب وإخفاقات مشواري[12]

كفَّ البحار صوتًا ببقايا من رجاه:

بيَّن الشاعر عبدالرحمن حسن البارقي في قصيدته (ذبول الأفق) أن البحار كفَّ صوتًا ببقايا من رجاه؛ حيث يقول:

تتخضب بطقوس الموت أرجاء الحياهْ

تتوارى من قواميس الأماني نظرةٌ نحو نجاهْ

كفَّ البحار صوتًا ببقايا من رجاه

لك ربٌّ يا سفينهْ

لك ربٌّ يا سفينهْ [13]

الموت ينفخ بوقه:

في قصيدة (عيناك يا آلاء) بيَّن الشاعر البارقي أن الموت ينفخ بوقه، والنار ترقص في جنون؛ حيث يقول:

الموت ينفخ بوقه والنار ترقص في جنونْ

والقوم سكرى حولها بقلوبنا يستوقدونْ

تبًّا لنار الهند تقتات المحاجر والعيونْ[14]

البحار ينتضي صوتًا لم يزل فيه خشونة:

في قصيدة (ذبول الأفق) بيَّن الشاعر البارقي أن البحار ينتضي صوتًا لم يزل فيه خشونة؛ حيث يقول:

طلق الليل سكونه

عانق البحر جنونه

يعصف الموج يزمجر

يحرق البحر جفونه

ينتضي البحار صوتًا لم يزل فيه خشونة

اطمئني يا سفينة .... اطمئني يا سفينة[15]

طلب الأمان مغردًا:

في قصيدة (العيد عاد) تحدث الشاعر عن طلب الأمان مغردًا؛ حيث يقول:

تبتغي الأمان مغردًا من أعيني =لا لم يعد للأمن في عيني محل

من أي ناحية سترقب عودهم= كل الدروب توشحت ثوب الدجل [16]

السراب يغرد:

في قصيدة (وحولي وجوه لها أقنعة) بيَّن الشاعر أن السراب يغرد؛ حيث يقول:

وحولي يغرد سراب يغرد

ويهزأ بالأترعة

ويلجم ثغر الجداول .. تسمل عين البحار [17]

النبض يعزف شدوًا:

في قصيدة (ثغرك النور) بيَّن الشاعر أن النبض يعزف شدوا، حيث يقول:

ووجهك قد صاغ للأفق وجهًا

ومن ثغرك النور أعنق للخافقين

النبض يعزف شدوًا

وشيء يمازج كل القلوب

فتختال نشوى

تعانق شتى الدروب

وتهزأ من لافتات اللغوب [18]

المراجع:

عبدالرحمن حسن البارقي، ديوان "رقوم على حواشي العمر"، المملكة العربية السعودية، نادي المنطقة الشرقية الأدبي، 1431هـ.